تعمل هذه المزارع في الأحواض الترابية بمساحات واسعة ويتم تسميد الحوض قبل نزول الماء به وتوضع به الزريعة بمعدل 5 آلاف زريعة للفدان ,
وتربى فيه الأسماك على الأغذية الطبيعية من الهائمات النباتية والحيوانية التي تتكون بمياه الأحواض ولا توضع أي أغذية إضافية وينتج الفدان من نصف طن إلى طن واحد في العام .
2- المزارع السمكية شبه المكثفة :
وفي هذه المزارع يضاف الى التسميد التغذية الصناعية ويوضع بالفدان 8-10 آلاف زريعة وينتج الفدان من 1.5-2 طن في العام ويفضل تحميل البوري على البلطي للحصول على أعلى استفادة
من نفس وحدة المساحة حيث أن لكل منها طبيعته في التغذية .
3- المزارع السمكية المكثفة :
ويستخدم في هذا النوع أيضا في الأحواض الترابية وفي هذه الحالة يضاف الى ماسبق مضاعفات أعداد الزريعة وزيادة معدل تغيير الماء واستخدام البدالات للتهوية وبالتالي زيادة معدل التغذية المستخدمة .
وينتج الفدان في هذه الحالة من 3-4 طن في العام , كما يفضل أن تستخدم الغازات الأوتوماتيكية وذلك لضمان توزيع العليقة بانتظام وتلافي الخطأ الناشئ عن العنصر البشري .
كما يستخدم في الاستزراع المكثف أيضا الاحواض الاسمنتيه او التنكات الفيبرجلاس المتنوعة الاشكال والاحجام مع التهوية سواء بالبدلات او الايروتور أو البلاورات ,
ويتم ازالة المخلفات سواء من العليقة الصناعية أو من فضلات الاسماك بطريقة مستمرة وذلك للحفاظ على البيئة المائية بحالة نقية وضمان عدم ارتفاع تركيز النيترات والنيتريت او الامونيا عن المعدلات الآمنة وفي هذه الحالة يرتفع معدل الإنتاج إلى 8-10 طن للفدان .
4- الاستزراع السمكي فوق المكثف :
ويطلق عليه أحيانا النظام المغلق , ويعتمد الاستزراع السمكي فوق المكثف على تربية كثافات عالية من الأسماك في مساحات محدودة وذلك باستخدام تقنيات عالية ومتطورة .
ويتميز الاستزراع السمكي فوق المكثف أنه غالبا ما يكون في أماكن مغلقة وفي تنكات الاكسجين المضغوط ليتناسب معدل الاكسجين الذائب مع الكثافات العالية من الاسماك .
كما يتم تحريك المياه حركة دائرية مستمرة لإتاحة الفرصة للمخلفات أن تترسب في منتصف الحوض حيث يتم التخلص منها على الفور .
كما يتم فيه إعادة استخدام الماء (تدوير المياه ) عن طريق تمريره على الفلاتر البيولوجية والميكانيكية .
ويستخدم في هذين النوعين الآخرين من الاستزراع انواع من الاسماك ذات قيمة اقتصادية عالية ونوعيات متكاملة من العلائق وذلك للحصول على اكبر عائد ممكن لتعويض النفقات العالية .
البيئة المائية للمزارع السمكية :
يعتبر الماء هو العنصر الأساسي في نجاح الاستزراع السمكي حيث انه الوسط الذي تعيش فيه الأسماك .
ونظرا لان الاستزراع السمكي يؤدي الى زيادة كثافة الأسماك في وحدة المساحة فإن المخلفات العضوية تكثر بالمياه مما قد يؤدي الى فساد البيئة المائية وبالتالي فلابد من الاهتمام بالبيئة المائية للمزارع السمكية حتى نتجنب نفوق الأسماك .
ونظرا لأن المناطق الصحراوية غالبا ما تروى من المياه الجوفية لذلك فمن الواجب أن يتم دراسة العناصر المختلفة لهذه المياه للتأكد من عدم تلوثها من مصادر اخرى او احتوائها على عناصر غير مرغوبة .
ومن الملاحظ أن مياه الآبار تتميز بخلوها من الاكسجين الذائب وزيادة محتواها من الغازات الذائبة مثل ثاني اكسيد الكربون والنيتروجين كما أنها تحتوي في بعض الأحيان على كميات من الحديد على صورة اكسيد الحديدوز ,
لذلك يجب تعريض المياه فور خروجها لتيار من الهواء أما بنزولها على درجات متباينة في الارتفاع أو على الحجارة أو بنزولها من خلال تجهيزات معينة تعمل على خلط الهواء بالماء .
كذلك في حالة احتواء المياه على الحديد يستحسن تعريضها للتهوية في أحواض منفصلة قبل نزولها الى احواض التربية حيث يتحول الحديد من اكسيد الحديجوز الى اكسيد الحديديك الذي يترسب في الاحواض .
وأهم صفات البيئة المائية الطبيعية والكيميائية التي تؤثر على الاستزراع السمكي هى :
1- درجة الحرارة :
تتضح أهمية تأثير درجة الحرارة على حيوية وإنتاج الأسماك نظرا لأنها من ذوات الدم البارد وبالتالي فإنها تكتسب درجة حرارة الوسط الذي تعيش فيه وبالتالي تكون قدرتها على التكيف مع درجات الحرارة المختلفة محدوده .
ولكل نوع من الأسماك مدى حراري تعيش فيه وله درجات حرارة مثلى يعطي فيها أكبر معدل إنتاجي لذلك فلابد من الحرص ان تتوفر هذه الظروف خلال فترة التربية لضمان نجاح العملية الإنتاجية .
ويساعد عمق الحوض على توفير أكبر قدر من الحماية للأسماك حيث يكون لها فرصة أكبر عن الأعماق الضحلة التي من الممكن ان ترتفع او تنخفض فيها درجات الحرارة إلى معدلات غير مناسبة .
وتقاس درجات الحرارة باستخدام الترمومتر على مستويات مختلفة وفي أوقات متباينة لضمان دقة القياس .
وتتميز المياه الجوفيه بارتفاع درجة حرارتها خاصة كلما زاد العمق المستخرجة منه وهذه الخاصية يمكن الاستفادة بها في تشتية الأسماك وفي علاج درجات انخفاض الحرارة أثناء الليل في المناطق الصحراوية.
2- الملوحة :
تختلف الأسماك في درجات الملوحة اللازمة لتعطي افضل انتاجية لذلك فمن الواجب تقدير ملوحة المياه قبل اختيار نوع الأسماك المراد تربيتها خاصة وأن المياه الجوفية التي تربى عليها الأسماك في المناطق الصحراوية تتباين تباينا كبيرا في درجة ملوحتها .
وتقاس الملوحة عن طريق التحليل الكيميائي بالمعمل او عن طريق الذي يعطي قراءه تقريبيه لحساب الانكسار الضوئي بلورات الأملاح كما توجد الآن أجهزة دقيقة تعطي قراءة فورية الدقيقة لدرجة الملوحة.
3- الشفافية :
والمقصود بها مدى اختراق الضوء للماء ونعني هنا بقياس الشفافية معرفة تركيز المواد العالقة بالماء سواء كانت هائمات نباتية أو حيوانية أو مواد عضوية وغير عضوية .
وأبسط طريقة لقياس الشفافية عن طريق إنزال قرص الشفافية حتى العمق الذي يختفي فيه ويدل هذا العمق على مدى نقاء مياه الحوض .
4-الاكسجين الذائب في الماء :
تحتاج الأسماك والكائنات النباتية والحيوانية الأخرى إلى قدر من الاكسجين الذائب في الماء لتغطية احتياجاتها اللازمة للعمليات الحيوية المختلفة .
ويأتي هذا من تبادل الاكسجين بين الهواء والطبقه السطحية للمياه لذلك فإن حركة الماء نتيجة الرياح أو باستخدام طرق التهوية الصناعيه المختلفه ضروري لزيادة محتوى المياه من الاكسجين .
كذلك فإن الهائمات النباتيه تكون مصدرا هاما من مصادر الكسجين نتيجة عمليه التمثيل الضوئي أثناء النهار ولو أن هذا المصدر تحول إلى خطر أثناء الليل نتيجة قيام هذه الهائمات باستهلاك الاكسجين بدلا من انتاجه ,
وبالتالي يجب الحفاظ على نسب متوازنه من هذه الهائمات حتى لا يحدث ما يعرف بظاهرة التزهير وهو زيادة هذه الهائمات الى الحدود الخطرة .
ويجب الا يقل الكسجين الذائب في المياه عن 7 جزء في المليون ويبدأ الشعور بنقص الاكسجين لدى الاسماك حينما يقل هذا المحتوى إلى 5 جزء في المليون وتتعرض الأسماك النفوق عند مستوى 2 جزء في المليون وان كان هناك تفاوت في تحمل النقص في الاكسجين بين الانواع المختلفه .
ويقاس الكسجين الذائب في الماء بطريقه المعايره معمليا وان كانت أجهزة القياس الحديثة تعطي قراءات فورية ودقيقة في ذات الوقت .
وتكون أهم هذه القياسات في الساعات المبكرة من اليوم خاصة قبل طلوع الشمس حيث يكون الاكسجين الذائب في أدنى مستوى له .
وحتى لاتتعرض للنقص المفاجئ للاكسجين فان هناك بعض الاشتراطات التي يجب أن نتبعها :
- معدل تخزين الأسماك بالحوض يجب ان يتناسب مع مساحة الحوض .